منذ البداية كان الخيار هو التضامن مع الإنسان. هذا النموذج الذي جسّدته مؤسسة عامل في مسيرتها التاريخية خلال 40 عاما يظهر جليا في مراكزها المنتشرة على امتداد لبنان من البقاع إلى الجنوب فبيروت. وكذا، باتت هذه المراكز محط ثقة وأمان للسكان المجاورين لها.
و كباقي مراكز عامل، يشتهر مركز الرعاية الصحية الأولية في صور ويعدّ واحدا من أهمّ المراكز الفعالة للمدينة وجوارها نظرا لأهميته المكتسبة وكونه يوفر مساحة أمان لكل من المجتمع المضيف والنازحين.
مركز صور في لمحة تاريخية

التطوع كان أهم قيمة نشأ المركز في كنفها!
نشأ هذا المركز في صورعام 1982 في ابان الحرب الأهلية اللبنانية والاجتياح الاسرائيلي للجنوب. وكانت هذه النشأة كاستجابة لحاجات الاهالي الملحة، وبهدف تأمين أكبر قدر ممكن من الخدمات الصحية والاجتماعية. وبعد اندلاع الازمة السورية، كان مركز عامل في صور من السباقين في احتضان النازحين السوريين والتضامن معهم من خلال تقدم الخدمات اللازمة لهم.
عايشَ المركز ولبنان جميع الأزمات وكان مثالا يحتذى به على صعيد التعاون والتضامن مع سكان المدينة. منى شاكر، مسؤولة المركز منذ عام 1987 تعتبر أنّه لطالما كان المركز مساحة أمل للمحيط لأن “هدفنا هو التضامن مع الإنسان ــ المواطن بغض النظر عن انتماءاته”، وتضيف شاكر في هذا السياق “هناك مرحلتان طبعتا في مسيرتي المهنية أثناء عملي في المركز؛ الأولى هي حرب عناقيد الغضب عام 96 حيث شكلنا فريقا من المتطوعين لمساعدة الناس في زراعة الدخان بعد انتهاء الحرب للتعويض لهم عن خسارتهم وتحسين أوضاعهم الاقتصادية. والمرحلة الثانية هي حرب تموز، حيث كان المركز يقدّم مساعدات لجميع الفئات المحتاجة”. وتعتبر مسؤولة المركز أنّ جائحة كورونا لن تكون أقلّ من هاتين المرحلتين وستطبع حتما في ذاكرتها.
خدمات المركز
في بداياته، كان مركزعلاج فيزيائي لذوي الاحتياجات الخاصة. ومع مرور الزمن، بات مركزا للرعاية الصحيّة الأوليّة. واليوم، يوفّر للمستفيدين الاستشارات الصحية المتعلقة بالأطفال، الصحة العامّة، أمراض النساء، أمراض القلب، علاج فيزيائي وعيادة طب أسنان. كما يوفّر الأدوية الموصوفة، والفحوصات المخبرية واللقاحات المجانية. كذلك، تمّ تزويد المركز بعيادة نقالة تجول على مخيمات النازحين لتقديم الخدمات الطبية والأدوية للمرضى مجاناً.

العيادات النقالة متنفس للنازحين والتجمعات النائية
و في ظلّ انتشار وباء كورونا الذي يشهده لبنان، أكدّ مركز صور أنّ رسالته هي الانسان. فلا تزال ابواب هذا المركز مشروعة أمام كل من يحتاج المساعدة، مع العلم أنّ المركز كجميع المراكز الصحيّة الأخرى يتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة لحماية القريق وزوار المركز وفقا لتعليمات وزارة الصحّة ومنظمة الصحة العالمية.

اجراءات مشددة عند دخول المركز للوقاية من الفيروس
وفيما يتعلّق بالخدمات الاجتماعية، وكمبادرة من الفريق العامل في المركز تمّ انشاء مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة المستفيدين في بيوتهم ودعمهم نفسيا واجتماعيا وعلى وجه الخصوص، كبار السنّ كونهم الأكثر عرضةً للخطر حاليا وتقديم الاهتمام والرعاية لهم في ظلّ كل ما ينتشرمن معلومات عن تهديد كورونا لوجودهم. لذا كانت متابعتهم من قبل فريق عامل، واجبًا وأولوية.