أهلاً وسهلاً بك في منطقة برج البراجنة. ما أن تبدأ جولتك في هذه المنطقة، تدرك فوراً أنها منطقة مهمشة ومهملة تنموياً. أشرطة الكهرباء المتلاصقة تحجب عنك رؤية السماء في هذه الأزقة. طرقاتها وجدران المباني تروي قصة معاناة وفقر. وبين السماء والأرض، يقبع شعب يصارع الحياة بحثاً عن مساحة أمان. في هذه الأزقة، وجدت عامل مكانها بجانب الإنسان ولخدمته.
المركز الصحي والتنموي
مركز د. غازي بيضون الصحي – التنموي يشغل الطابق الاول في احدى المباني التي مرّ عليها الدهر. عند الدخول، تنسيك ألوان المركز البراقة قساوة الحياة معوضة بذلك عن جمال الطبيعة المتخفي في تلك المنطقة. ابتسامة العاملين في المركز تؤكد لك أنّ الدنيا ما زالت بألف خير.
تأسّس المركز في برج البراجنة عام 1983 تلبية لحاجات المنطقة المتزايدة. وقد شهد المركزأحداث تاريخية هامّة، جعلت منه محطّة ثقة ومنحته مصداقية بين سكان المنطقة. فمن الحرب الاهليّة إلى النزوح العراقي وصولاً إلى النزوح السوري، كان مركز برج البراجنة ولايزال ملتزماً بالتضامن مع الناس تحت شعار خدمة المواطن- الإنسان وصون كرامته بمعزل عن انتماءاته الجغرافية، العرقيّة، الطائفيّة، أو خياراته السيّاسية والثقافيّة. واليوم، ومع انتشار فيروس الكورونا في لبنان، يضع مركز برج البراجنه نفسه في خدمة الناس من دون أي تواني عن توفير كافة الخدمات التي يقدّمها طيلة أيام السّنة.
المركز وبالتعاون مع شركاء محليين ودوليين يقدّم خدمة الطبابة بكافة اختصاصاتها من عيادة صحة عامة، أطفال، قلب، غدد سكّري، الى الاسنان وغيرها من العيادات من الاثنين وحتى السبت. والى جانب، الخدمات الصحية، خصصت مساحة في لمركز للخدمات الاجتماعية للاطفال، النساء والاهالي لدعمهم نفسياً واجتماعياً وتطوير قدراتهم وتمكينهم لخوض معركة الحياة. وكذا، بات المركز طوق نجاة لاهالي المنطقة ينسيهم أعباء الحياة.

نال المركز ثقة المجتمع المحلي منذ اطلاقه نتيجة الاهتمام بالإنسان من غير تمييز
الاجراءات في زمن كورونا
عند ولوج المبنى وقبل الدخول الى المركز، تستقبلك الممرضة لقياس الحرارة عبر ’ترمومتر الأشعة تحت الحمراء’ يعني مقياس الحرارة عن بعد للتأكّد من سلامة مرتادي المركز سواء من فريق العمل أو المستفدين من المركز الصحي الاجتماعي. إضافة إلى ذلك، اتخذ المركز العديد من الاجراءات الوقائية لتفادي تفشي المرض بالتنسيق مع وزارة الصحة. تشرح مديرة المركز راوية مهنا: “من أجل التخفيف من الازدحام داخل المركز، وجدنا أنّ ابعاد مواعيد الاطباء سيفي بالغرض. وبهذا نكون قد خففنا من الازدحام داخل المركز بحيث يبقى هناك مسافات بين شخص وآخر من جهة، ومن جهة أخرى نكون قد منحنا عاملة المركز الوقت الكافي لتستطيع تعقيم غرفة الانتظار. اضغط هنا لمشاهدة الفيديو.

يحاول الفريق التخفيف عن الناس بشتى الطرق عبر الدعم النفسي – الاجتماعي عن بعد.

اجراءات مشددة من لحظة دخول المبنى

جلسات توعية لمستفيدي المركز حول كورونا وقضايا تهم النساء بشكل يومي
الخدمات الاجتماعية
على الصّعيد الاجتماعي والتنموي، المركز متطوّع في توعية الاطفال والبالغين حول كل ما يتعلّق بفيروس كورونا. هذا مع التشديد، على أنّ أي جلسة توعية لا تتم إلا وفق الشروط المعتمدة من قبل وزارة الصحة العامة. فمع الاقفال التام للمؤسسات في لبنان، يثابر الكادر الاجتماعي على تقديم خدماته للمستفيدين من المركز في هذه الظروف. من جهة يحاول تسلية الاطفال وإكمال أنشطته معهم من خلال مجموعات أنشأت على مواقع التواصل الاجتماعي ومن جهة أخرى، يحاول الكادر التخفيف من المخاوف المتزايدة للناس عبر جلسات التوعية وتزويدهم بالمعلومات والاجراءات الوقائية المناسبة.

جولات توعية في الأحياء الشعبية
حالة التضامن هذه التي تخلقها مراكز عامل مع السكان المجاورين للمنطقة في الأزمات، أكسبتها ثقة ومصداقية على امتداد 40 عاماً. لذا باتت، عامِلُ أمانٍ لسكان المنطقة.